وسائل تشخيص الزائدة الدودية: تحاليل الدم والفحوصات التصويرية هما الأكثر دقة

يُعد التهاب الزائدة الدودية من أكثر الحالات شيوعًا في العالم، إذ يُصيب العديد من الأطفال والأشخاص البالغين سنويًا.

وعلى الرغم من أن علاج المشكلة قد يتم من خلال جراحة سهلة لا تتعدى مدتها 15 دقيقة، فإن المقبلين على الخضوع لتلك الجراحة أو ذويهم يُصابون بالقلق تجاه نتائجها.

في هذا المقال، سنتحدث عن كيفية تشخيص الزائدة الدودية والأعراض المصاحبة لها التي تشير إلى ضرورة الاستئصال الجراحي العاجل.

نبذة حول الزائدة الدودية

الزائدة الدودية عبارة عن عضو صغير في الجهاز الهضمي يقع في الجزء السفلي الأيمن من البطن عند نقطة اتصال الأمعاء الغليظة بالأمعاء الدقيقة.

قد تصاب الزائدة الدودية بالالتهاب نتيجة عدم تدفق العصارة الهضمية داخل الزائدة، وهذا يحدث عادة عندما تنسد الفتحة التي تربط الزائدة بالأمعاء الغليظة، سواء بسبب البراز أو بسبب عدوى بكتيرية.

ويؤدي انسداد تلك الفتحة إلى تكوين جيوب تمتلئ بالبكتيريا وتسبب التهابات حادة.

ويُعد التهاب الزائدة الدودية من الحالات الشائعة، وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم التدخل الطبي بشكل سريع، والذي غالبًا ما يتضمن استئصال الزائدة الدودية جراحيًا.

 

كيفية تشخيص الزائدة الدودية عند الأطفال

فيما يلي سنوضح طريقة الكشف عن الزائدة الدودية بمختلف الوسائل:

الفحص البدني

يعد الفحص البدني هو أول خطوة في تشخيص الزائدة الدودية، ويتم خلاله فحص البطن والحوض للبحث عن أعراض التهاب الزائدة الدودية، مثل الألم المتمركز يمينًا في نهاية البطن، بجانب تورم المنطقة نسبيًا، والتشنجات العضلية.

وقد يضغط الطبيب ضغطًا خفيفًا على المنطقة التي تؤلم الطفل، وعندما يتم التوقف عن الضغط بشكل مفاجئ، سوف يسوء الألم على الأغلب مما يشير إلى التهاب الزائدة الدودية وضرورة استئصالها.

ولا نغفل أيضًا عن ذكر اعراض التهاب الزائدة الدودية عند الاطفال التي تكون أهم إشارة لوجود الإصابة ويستخدمها الطبيب في التشخيص.
وتشمل تلك الأعراض ما يلي:

• آلام شديدة في نهاية البطن عند محاولة ثتي القدم اليمنى أو مع الكحة أو العطس.
• الحمى وصعوبة التنفس، والشعور بألم في الجانب الأيمن من الجسم.

فحوصات الدم

عند تشخيص الزائدة الدودية، يتم فحص عينة من الدم لتقييم مستويات كل من:

• علامات الالتهاب الحاد من خلال تحليل قياس معدل الالتهاب (CRP).
• كرات الدم البيضاء (WBC) التي قد تزيد عند وجود عدوى أو التهاب شديد.

الفحص من خلال الفحوصات التصويرية

تُستخدم فحوصات التصوير كإحدى أهم وسائل تشخيص الزائدة الدودية، وذلك لأنها تحدد موقع الزائدة الدودية بدقة.

وتشمل هذه الفحوصات الأشعة السينية، ويمكن أيضاً استخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية (ULTRASOUND) للتأكد من التهاب الزائدة الدودية وتقييم حالتها.

الاستئصال الجراحي هو العلاج الأمثل لالتهاب الزائدة الدودية

غالبًا ما يتم علاج التهاب الزائدة الدودية من خلال الجراحة، ولكن ليس دائمًا ما يكون هذا هو الخيار الوحيد، ففي بعض الحالات يمكن استخدام المضادات الحيوية لعلاج حالات الالتهاب البسيط.

ولكن في الغالب، يتم استئصال الزائدة الدودية جراحيًا لتجنب حدوث مضاعفات خطيرة، مثل التهاب الزائدة الدودية الشديد، والذي يمكن أن يؤدي إلى تمزق الزائدة الدودية وتسرب محتوياتها إلى البطن مما يسبب تسمم الدم -لا قدر الله-.

وتشمل خطوات عملية الزائدة الدودية الآتي:

• تخدير الطفل.
• صُنع شقوق صغيرة في البطن.
• إدخال أدوات الجراحة كالمنظار والأدوات الجراحية المساعدة.
• استئصال الزائدة الدودية.
• خياطة الجرح بغرز تجميلية لا تترك آثار بعد ذلك.

يعتمد الخيار المناسب على حالة الطفل ونتائج التشخيصات وتفضيلات الجراح.

نسبة نجاح عملية الزائدة الدودية للأطفال

تُعد عملية إزالة الزائدة الدودية (appendectomy) من أكثر العمليات الجراحية أمانًا ونجاحًا، فوفقًا للنتائج تجاوزت نسبة نجاح عملية الزائدة الدودية 95٪، ما يعني أن معظم الحالات تستجيب بشكل جيد لتلك الجراحة وتحقق شفاءًا تامًا بعد عدة أسابيع.

التعافي بعد عملية الزائدة الدودية

يعتمد التعافي بعد عملية الزائدة الدودية على عدة عوامل، بما في ذلك عمر الطفل المريض، وحالته الصحية ونوع الجراحة التي أجريت (إذا ما كانت بالمنظار أم  تقليدية )، ومدى السيطرة على العوامل التي تسبب العدوى.

يمكن ملاحظة بعض الأعراض الشائعة بعد الجراحة مثل:

• ألم في منطقة الجرح.
• تورم وكدمات في منطقة الجراحة.
• صعوبة في الحركة والمشي.
• عدم الرغبة في تناول الطعام.

عادةً ما يحتاج الطفل إلى بضعة أيام للبقاء في المستشفى بعد الجراحة، وقد يستغرق التعافي الكامل بين أسبوعين وأربعة أسابيع.

وإن تم اتباع كافة تعليمات الطبيب المعالج بعد الجراحة، والتي تشمل تناول الأدوية الموصوفة والراحة لبضعة أسابيع، ومراقبة الجرح والتأكد من عدم حدوث عدوى بكتيرية بعد الجراحة.

إلى هُنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال. لا تنتظر عزيزي التأكد من تشخيص الزائدة الدودية، فبمجرد ظهور الأعراض الشائعة على طفلك، والتي تشمل آلام في نهاية الجانب الأيمن من البطن، أسرع بالذهاب بالطفل إلى طوارئ أقرب مستشفى والتعامل مع الأمر بحزم قبل أن تحتد الإصابة.

يمكنكم حجز موعد مع الدكتور محمود طارق من الأرقام الموضحة بالموقع.