خضوع الأطفال في أعمارهم الصغيرة إلى تدخل جراحي مثل استئصال الزائدة الدودية لن يكون بالأمر الهين على الأبوين، إذ ينبغي العناية بأولئك الأطفال عناية بالغة طوال فترة ما بعد الجراحة للوقاية من أي مخاطر، والمساعدة على مرور فترة العافي بسلام.
لذا ننقل لكم في السطور التالية أهم تعليمات وإرشادات ما بعد عملية استئصال الزائدة الدودية التي تُساعدكم في العناية بطفلكم وتُسهم في سرعة تعافيه.
نبذة مختصرة عن الزائدة الدودية وأسباب استئصالها للأطفال
الزائدة الدودية ما هي إلا جراب صغير يُشبه الإصبع يوجد أسفل المنطقة اليمنى من البطن، وإصابتها بالالتهاب يتسبب في الشعور بآلام بالغة، خاصةً للأطفال.
فعندما تلتهب الزائدة الدودية نتيجة الإصابة بالعدوى البكتيرية، تتكاثر تلك البكتيريا بسرعة كبيرة مكونة صديد وخراج قد يؤدي إلى انسداد الزائدة بالكامل.
ولمساعدة المُصابين بالتهاب الزائدة الدودية على التخلص من الشعور بالألم، وحمايتهم من مخاطر انفجار الزائدة وخروج البكتيريا إلى الجسم، يلجأ الطبيب إلى استئصال الزائدة الدودية.
للحجز و الاستعلام مع الدكتور محمود طارق
مدة الراحة بعد عملية الزائدة الدودية: نوع الجراحة أولى العوامل التي تُحدد فترة التعافي
أُجريت عملية الزائدة الدودية لسنوات طوال بطريقة الجراحة المفتوحة عبر صُنع شق جراحي في الناحية اليمنى السفلية من البطن وصولًا إلى مكان الزائدة لاستئصالها بالأدوات الجراحية المخصصة.
ولكن تسببت تلك الطريقة في العديد من المتاعب والآلام للأطفال بعد الجراحة بسبب كِبَر حجم جرح البطن، ومنذ اكتشاف إمكانية استخدام المنظار في تلك العملية، أصبح الأداة الجراحية الشائعة لاستئصال الزائدة الدودية.
تُجرى عملية الزائدة الدودية بالمنظار عن طريق صُنع عدة شقوق صغيرة في البطن لا يتجاوز حجم كل منها 5 ملم، ومن ثَم إدخال المنظار والأدوات الجراحية عبرها من أجل استئصال الزائدة.
ومما تمتاز به جراحة المنظار أنها تساعد على التئام الجرح سريعًا في غضون أسبوع إلى أسبوعين، على عكس الجراحة المفتوحة التي تحتاج مدة أطول لشفاء الجرح قد تمتد إلى 4-6 أسابيع.
نصائح بعد استئصال الزائدة الدودية تعزز سرعة التعافي
يمكن حماية أطفالكم من المخاطر التي تحف الجراحة كالإصابة بالنزيف أو عدوى الجرح عن طريق:
الراحة التامة خلال الأيام الأولى من الجراحة
يُنصح بحصول الطفل على قسط كافٍ من النوم يوميًا، فهذا يساعد على الشفاء.
تناول الأدوية بانتظام
أهم ما ينبغي الالتزام به خلال فترة ما بعد عملية استئصال الزائدة الدودية هو إعطاء الطفل الأدوية التي يصفها الطبيب بالجرعات والمواعيد المحددة، مع مراعاة الآتي:
- عدم تناول مسكنات بكميات كبيرة لتخفيف الآلام، لأنها شديدة الخطورة على الصحة، لكن يكون هذا حسب توجيهات الطبيب.
- عدم التوقف عن إعطاء الطفل المضادات الحيوية فور الشعور بالتحسن، بل يجب الاستمرار في تناولها حتى تنتهي الجرعة كي لا يتعرض الطفل لمضاعفات ما بعد عملية استئصال الزائدة الدودية.
- التحدث مع الطبيب فورًا في حالة ظهور أي آثار جانبية أو مشكلات صحية في أثناء تناول أدوية ما بعد عملية استئصال الزائدة الدودية.
ممارسة بعض الأنشطة البدنية
يُنصح بالمشي الخفيف يوميًا ولمسافات قصيرة خلال فترة ما بعد عملية استئصال الزائدة الدودية -إذا كان عمر الطفل يسمح بذلك-، فالمشي يُساعد على تدفق الدم بصورة طبيعية، ومنع إصابة الطفل بالإمساك.
وعند السعال، يجب وضع وسادة على منطقة الجرح لدى الطفل والضغط عليها بلطف لتقليل الشعور بالألم.
الاستحمام بعد مرور يوم أو يومين من العملية
يسمح الطبيب باستحمام الطفل عند مرور 24 – 48 ساعة ما بعد عملية استئصال الزائدة الدودية، ولكن مع مراعاة الحفاظ على جرح الجراحة نظيفًا وجافًا، ويمكن تحقيق ذلك عبر الالتزام بما يلي من نصائح:
- استخدام اللاصقات الطبية التي تمنع وصول الماء للجرح.
- استخدم الماء الدافئ وصابون الاستحمام الطبي.
- تجنب وصول الماء إلى منطقة الجرح قدر المستطاع.
- تجفيف الجسم جيدًا بعد الاستحمام.
تناول طعام صحي متوازن
يُفضل تناول الأطعمة الخفيفة وقليلة الدسم خلال الشهر الأول من الجراحة، والابتعاد عن الأطعمة الدهنية والدسمة التي تسبب اضطرابات في المعدة والأمعاء.
ومن أمثلة ما يُمكن تناوله ما بعد عملية استئصال الزائدة الدودية:
- الأرز المسلوق، بكميات قليلة جدًا.
- الخضراوات المسلوقة.
- اللحوم والدجاج المشوي.
- الخبز المحمص.
- الزبادي.
- الأطعمة الغنية بالألياف التي تساعد على الوقاية من الإمساك تحسبًا لأي ضغط قد يقع على جرح الزائدة الدودية، ولكن لا يجب الإكثار منها.
- الفواكه.
- السوائل وخاصةً الماء.
جميع هذه الأطعمة تُساعد على تسريع الشفاء، ولكن يجب اختيار الأطعمة التي يستطيع الطفل تناولها بحسب عمره.
وأخيرًا، إذا أردت أن يخضع طفلك للجراحة بأعلى نسب الأمان، ويتجاوز فترة ما بعد عملية استئصال الزائدة الدودية بسلام، فندعوك لحجز موعد في عيادات الدكتور محمود طارق، مدرس جراحة الأطفال بكلية الطب جامعة القاهرة، واستشاري جراحات الأطفال وحديثي الولادة بمستشفى أبو الريش التخصصي للأطفال.