تمثل الأعراض صرخات استغاثة يطلقها الجسم كي يعبر عن حدوث خلل فيه، وينطبق الأمر على اعراض الفتق الاربي، التي تشير إلى تحرك أحد الأعضاء من مكانها -وفي الأغلب يكون جزءًا من الأمعاء- ما قد يسبب مشكلات صحية مختلفة.
ومن الغريب أن اعراض الفتق الاربي تختلف ما بين طفل وآخر، بل قد تختلف هيئتها في نفس الطفل من حين لآخر، فما السبب؟
اعراض الفتق الاربي عند الرضع الذكور
عندما تجتمع الأمهات معًا فقد يبدأن في سرد قصصهن مع أمراض أطفالهن، وللفتق الإربي نصيب من تلك القصص، فالبعض منهن تُخبر صديقاتها أن الفتق الإربي ليس خطيرًا كما يروج له البعض، فقد تعافى طفلها من المشكلة سريعًا، ولم يعانِ الكثير من الأعراض عندما أُصيب به كما يشيع البعض.
وعلى جانب آخر قد ترد عليها أخرى بأنها مخطئة، فـ اعراض الفتق الاربي عند طفلها لم تهدأ إلا بعد أن خضع لعملية جراحية.
إنّ اختلاف هذه القصص قد يدفع البعض للتساؤل: لماذا تختلف اعراض الفتق الاربي ما بين طفل وآخر، ولماذا قد تتباين تلك الأعراض لدى نفس الطفل من وقت لآخر؟
قبل أن نجيب عن هذا السؤال ينبغي أن نتعرف أولًا على اعراض الفتق الاربي. عندما يصاب الطفل بالفتق الإربي تظهر عليه بعض الأعراض، أهمها:
- الشعور بعدم راحة، وتختفي تلك الأعراض في بعض الأحيان عندما يسكن الطفل ويتوقف عن الحركة.
- انتفاخ وتورم في المنطقة الإربية الموجودة تحت السرة.
- احمرار الجلد في منطقة الفتق.
- صعوبة إرضاع الطفل في أثناء بكائه المستمر بسبب عدم الراحة التي يشعر بها عند الضغط على منطقة الفتق.
وتظهر هذه الأعراض على جميع الأطفال المصابين بالفتق الإربي، إلا أن حدتها قد تزيد لدى بعضهن، فبعض الأطفال قد يعانون ورمًا ظاهرًا على الدوام دون تغيير، والبعض الآخر قد يعانون ظهور الورم خلال أوقات معينة.
لماذا تختلف اعراض الفتق الاربي ما بين طفل وآخر؟
طبقًا لما سبق، لعلنا قد لاحظنا أن اعراض الفتق الاربي عند الرضع الذكور مختلفة ومتباينة، والسؤال هنا: لماذا يحدث هذا الاختلاف؟ إن السبب وراء ذلك يرجع إلى أمرين، هما:
- وضع جسم الطفل.
- مدى تقدم الحالة المرضية.
دعونا نتطرق الآن إلى توضيح كيفية تأثير هذين الأمرين في اعراض الفتق الاربي عند الأطفال.
تأثير وضع جسم الطفل خلال اللحظة الآنية في اعراض الفتق الاربي
عندما يحاول الطفل التبرز، وفي أثناء بكائه، غالبًا ما يزيد حجم التورم، وقد يختفي ذلك التورم -أو تنخفض حدته- عند اتخاذ الطفل وضع آخر، كأن يجلس أو يستلقي من أجل الخلود للنوم.
أقرأ أيضًا عن :ما هي اسباب الفتاق عند الأطفال
تأثير تطور المرض في اعراض الفتق الاربي
في بعض الأحيان قد تتفاقم حالة الفتق فيختنق، ما يمنع الدم من الوصول إلى موضع الفتق، وفي هذه الحالة يتصلب التورم ويظل على هيئته ولا يختفي عند الضغط عليه، ويعاني الطفل المزيد من الأعراض التي تتضمن:
- الشعور بألم شديد.
- البكاء المستمر.
- فقدان الشهية.
- احمرار موضع الفتق.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- الغثيان والقيء.
- نزول قطرات دم في البراز.
ويشير اختناق الفتق الأربي إلى احتمالية حدوث انسداد في الشرايين المغذية للأمعاء، ما يؤدي إلى الإصابة بانسداد معوي، يليها إصابة الجزء المنخنق من الأمعاء بالغرغرينا، واحتمالية الإصابة بتسمم الدم، وهي مشكلات تمثل خطورة كبيرة على حياة الطفل.
إذا لاحظ الوالدان معاناة طفلهما اعراض الفتق الاربي السابقة، فعليهم اصطحاب طفلهم إلى الطبيب المختص في أسرع وقت حتى لا تتدهور حالته وتتعرض حياته للخطر.
هل تتغير طريقة علاج الفتق الإربي تبعًا لحالة الطفل؟
تمثل اعراض الفتق الاربي عند الرضع الذكور درجة تطور المرض، وفي كل الأحوال ينبغي للأبوين سرعة زيارة الطبيب المختص حتى ولو عانى الطفل أعراضًا بسيطة. أما عن الوسيلة العلاجية فهي واحدة، فأطباء جراحة الأطفال يفضلون علاج الفتق الإربي جراحيًا للتخلص من المشكلة، وليس هناك وسيلة أخرى للعلاج غيرها.
ونتيجة شعورهم بالقلق، يطرح الآباء والأمهات بعض الأسئلة الإضافية للاطمئنان على صحة أطفالهم، منها: هل تستغرق عملية الفتق الإربي وقتًا طويلًا؟ وهل تسبب أي مخاطر صحية فيما بعد؟ تكمن الإجابة عن هذه الأسئلة في الفقرة التالية التي تستعرض بعض المعلومات عن عملية الفتق الإربي.
معلومات هامة عن عملية الفتق الإربي للرضع الذكور
قبل أن يخضع طفلك لجراحة الفتق الإربي، عليك معرفة أهم تفاصيل تلك العملية التي تتضمن الآتي:
- ينبغي أن يخضع الطفل لبعض الفحوصات الطبية حتى يتأكد الطبيب من إمكانية خضوعه للجراحة.
- تستغرق عملية الفتق الإربي ما بين 30 و45 دقيقة فقط.
- يتعافى الطفل خلال فترة قصيرة تمتد ما بين أسبوع وأسبوعين.
- يعتمد نجاح العملية على مهارة الطبيب المشرف على العملية، ومدى اتباع الوالدين للنصائح التي يوصي بها بعد العملية.
إلى هنا تنتهي مقالتنا عن اعراض الفتق الاربي في الرضع الذكور. نأمل في الختام أن تكونوا قد استفدتم من المقالة وتعرفتم على العوامل التي تؤثر في شكل الأعراض التي يعانيها مختلف الأطفال.
أقرأ أيضًا: