مع زيادة الوعي الطبي، وانتشار المعلومات الطبية الخاصة بالتشوهات الخلقية لدى الأطفال حديثي الولادة، زاد اهتمام الأمهات بفحص أطفالهم بعد الولادة وخلال الأشهر الأولى للتأكد من عدم إصابة الطفل بمكروه قد يؤثر على حياته في المستقبل.
من الأمور التي لفتت نظر بعض الأمهات خلال فحص أبنائهم الذكور اختفاء الخصية في بعض الأحيان ووجودها في أحيان أخرى، فمن المتعارف عليه ثبات الخصية في كيس الصفن دائمًا أو عدم وجودها نهائيًا في حال إصابة الطفل بالخصية المعلقة! ولكن ما تُدركه بعضهن وجود حالة أخرى للخصية تُعرف باسم الخصية النطاطة.
في السطور التالية نتعرف على أسباب إصابة الأطفال بالخصية النطاطة و الفرق بين الخصية النطاطة والخصية المعلقة ووسائل علاج كل منهما.
للحجز و الاستعلام مع الدكتور محمود طارق
أسباب الخصية النطاطة وأعراضها
منذ تكوين الجنين في رحم الأم، تُحاط الخصيتان بعضلة رقيقة cremaster muscle، وقبل الولادة مباشرةً تنتقل الخصية والعضلة المُحيطة بها إلى كيس الصفن.
في بعض الأحيان تنتقل الخصية إلى كيس الصفن قبل الولادة، ولكن بعد الولادة تعود إلى البطن من جديد خاصةً عند:
- ملامسة الأم لمنطقة أعلى فخذ الطفل.
- في حال شعوره بالبرد الشديد أو الخوف.
تتسبب الأمور السابقة في انقباض العضلة المُحيطة بالخصية بشدة، فتتحرك من مكانها الطبيعي بكيس الصفن صعودًا إلى المنطقة الإربية.
اقرأ أيضًا: هل عملية الخصية المعلقة خطيرة؟
الفرق بين الخصية النطاطة والخصية المعلقة
تُعد الخصية المعلقة من حالات التشوهات الخلقية الشائعة بين الأطفال الذكور، ويكمن الفرق بين الخصية النطاطة والخصية المعلقة في أن الأخيرة تحدث نتيجة بقاء الخصية داخل البطن حتى بعد ولادة الطفل وعدم نزولها إلى كيس الصفن نهائيًا.
يختلف شكل الخصية المعلقة عند الأطفال والمُضاعفات المُصاحبة لها، وما قد تُسببه من ضرر في الخلايا المشيجية -الخلايا المنتجة للحيوانات المنوية- عن الخصية النطاطة والتي عادة لا تؤثر على خلايا الخصية نهائيًا.
ما هي الآثار السلبية المرتبطة بالإصابة بالخصية المعلقة؟
في حال إصابة الطفل بالخصية المعلقة فمن المحتمل إصابة الخلايا المنتجة للحيوانات المنوية بالخصيتين بالضرر، نظرًا لبقائها في درجة حرارة أعلى من درجة الحرارة كيس الصفن، وهي درجة الحرارة المناسبة لإنتاج الحيوانات المنوية.
لذا يُنصح بإجراء عملية الخصية المعلقة للطفل أو علاج الخصية المعلقة بالهرمونات للتخلص من الإصابة قبل أن تترك أثرًا سلبيًا على الطفل المُصاب.
هل ينبغي إجراء عملية تثبيت الخصية النطاطة للاطفال؟
يُعد التدخل الجراحي وإجراء عملية الخصية المعلقة عند الاطفال الحل المتعارف عليه في علاج الحالات التي تُعاني الإصابة بالخصية المعلقة لإعادة الخصيتين إلى كيس الصفن من جديد قبل أن تؤثر الإصابة بالسلب على خصوبة الطفل والخلايا المشيجية المسؤولة عن إنتاج الحيوانات المنوية بالخصية.
ولكن، على الأغلب لن يحتاج مُصابو الخصية النطاطة من الأطفال اللجوء إلى التدخل الجراحي، فعادةً ما تعود الخصية إلى وضعها الطبيعي في كيس الصفن وتثبت به قبل أن يصل الطفل إلى مرحلة البلوغ.
إن الفرق بين الخصية النطاطة والخصية المُعلقة كبير، لذا لا داعي للقلق في حال معرفة إصابة طفلك بالخصية النطاطة فلن يكون الأمر مشابهًا لحالات الخصية المعلقة التي تعدّ خطيرة. وعلى الأغلب لن يحتاج الطفل إلى تدخل جراحي أو حتى علاج الخصية النطاطة بالهرمونات، فقط عليك بمتابعة طفلك باستمرار مع دكتور متخصص للتأكد من عودة الخصية النطاطة إلى وضعها الطبيعي قبل البلوغ.